تتنوع الطرق المستخدمة من قبل أصحاب رؤوس الأموال لتشغيل أموالهم واستثمارها بالشكل الذي يحقق لها التنامي والتزايد والحصول على الثروة عن طريق جني الأرباح المتنوعة، ومن أفضل طرق الاستثمار الحديثة التداول الرقمي سواء للأسهم أو للعملات.

أيهما أفضل الاستثمار أم التداول وماهو الفرق بينهما

ويجب على الراغبين بالدخول للسوق المالية تحديد خياراتهم التي سيعملون وفقها، من حيث طبيعة الأصول المادية المستثمرة سواء كانت ثابتة ومحددة ويرغب بالاحتفاظ بها لفترات طويلة، أو أصول مرنة وسريعة الحركة تعمل وفق المتغيرات المحيطة، بالإضافة للكتلة المالية المستثمرة والأرباح الناتجة عنها وغيرها من التفاصيل التي سنوردها ضمن فقراتنا.

أقترح لك: طرق تشغيل الأموال واستثمارها بأفضل 10 مشاريع وأفكار مجربة

مقدمة عن الاستثمار

يصنف الاستثمار أنه أحد الاستراتيجيات الاقتصادية المساعدة لزيادة الدخل أو بناء الثروات ضمن فترات زمنية متباعدة.

ويعمل المالك لرأس المال والذي يريد الاستثمار على إجراء دراسات معمقة لسوق المال وذات رؤية بعيدة المدى لتحديد الأصول التي سيعمل على شرائها والاستثمار بها، وغالبا ما تكون أصول ثابتة وذات حركة بطيئة وقيمة سعرية عالية من عقارات واسهم وصناديق مشتركة وسندات وغيرها.

ويتم الاحتفاظ بتلك الأصول لمدد زمنية متفاوتة وغير محددة، وتكون في بعض الأحيان لعدة سنوات وربما لعشرات السنين.

يعرف الاستثمار بنمو رأس المال

وفي عملية الاستثمار لا يكترث المستثمر للتغيرات والتقلبات السعرية المؤقتة، باعتبار مشروعه مدروس بشكل جيد ومضمون الربح على المدى الطويل، ويحقق عوائد جيدة من فوائد وأموال ناتجة عن استثمار العقارات وأرباح الأسهم وباقي الأصول بشكل مستمر ضمن تلك الفترات.

وفي عالم الأعمال يوجد قاعدة ثابتة مشجعة لرجال الأعمال تقول إن نسبة الأرباح مرتبطة بعامل الزمن، وكلما زادت المدة الزمنية للاستثمار ازدادت وفقه الثروات.

أرشح لك: أفضل طريقة لاستثمار الفلوس حاليا في المشاريع الناجحة

ما هو التداول

يعرف الشق الأخر من استراتيجيات تشغيل الأموال لتحقيق الأرباح القليلة والمستمرة ضمن فترات زمنية قصيرة بالتداول.

ويشتري أصحاب رؤوس الأموال الأصول المتغيرة والنشطة التي سيتم الاحتفاظ بها بشكل مؤقت ولفترات قصيرة ومتفاوتة، من ساعات أو أيام ثم يعاد بيعها عند تغير القيمة السعرية لها مثل السلع والعملات والأسهم وغيرها.

يمكن للتداول أن يتم تعريفه بعمليات البيع والشراء

ويعمل المتداولون على التعمق أكثر بالسوق ومراقبته وإجراء دراسات تحليلية وفنية مستمرة لتحديد الفرص واستغلال الصفقات، ولمعرفة إعدادات التداول الممكنة واتجاه قيمة الأصول المشتراة حتى يتم بيعها بالوقت المناسب والحصول على الأرباح حتى ولو كانت محدودة.

ويحوي التداول على عدة فئات يمكن العمل بها من قبل رجال الأعمال وفقا لرأس المال وهي:

1- التداول المركز المعتمد على الدراسة المسبقة لاتجاه الأسعار دون التأثر بالتقلبات الطفيفة ويحتفظ بالأصول لأشهر.

2- التداول المتأرجح الذي يتم فيه الاحتفاظ بالأصول لعدة أيام لتحقيق الربح عند ارتفاع الأسعار.

3- التداول اليومي المستخدم بشكل كبير في أسواق الفوركس حيث يتم إغلاق الجلسات في نهاية كل يوم.

4- التداول الفوري الذي يعرف بالسكالبينج وتتم فيه عمليات التبادل بشكل فوري وسريع لاستغلال التقلبات السعرية اللحظية.

يسرنا اطلاعك: شرح تداول العملات الرقمية للمبتدئين

الفرق بين الاستثمار والتداول

رغم التقارب بين المصطلحين إلا أنه لا بد من توضيح الفرق بينهما وخاصة للمبتدئين في عالم الأعمال، عند دخولهم للأسواق راغبين بجني الأموال والوصول للثراء بواسطة الطرق المجربة والمستخدمة ممن سبقهم.

ويعملون على دراسة السوق بشكل واضح لتحديد خياراتهم والطرق التي سيعملون وفقها لاستثمار أموالهم وزيادتها، وفيما يلي أبرز الفروقات والاختلافات بين التداول والاستثمار:

المدة الزمنية

ويقصد بها المدة الزمنية المستغرقة للحصول على الأرباح، يكون الاستثمار يعتمد على الفترات الزمنية الطويلة التي تتكون من عدة سنوات أو عقود.

أما التداول ويكون قصير الأجل وضمن فترات زمنية قصيرة تتراوح بين الثواني والساعات والأيام والأشهر.

طبيعة الأصول

وهي طبيعة الأصول المستخدمة لتحقيق الثروة والحصول على دخل إضافي أو أساسي، تتكون من أصول ذات أفق سعرية تتصف بالتنموية والارتفاع وفقا لعامل الزمن في عملية الاستثمار.

أما في عملية التداول فتتكون من أصول مرنة ونشطة من وسلع ومواد وعملات ذات حركة تجارية سريعة.

الهدف

أي الهدف المراد تحقيقه من عملية تشغيل الأموال ودخول الأسواق، تكون الأهداف في الاستثمار هي تحقيق الأرباح الكبيرة والحصول على مصدر دخل دائم والوصول للثروة بعد انقضاء الفترات الزمنية المتوقعة.

يمكنك الاختيار بين الاستثمار و التداول بناء على الهدف

أما في التداول وتكون الغاية منه تدوير الأصول بشكل سريع والحصول على الأرباح القليلة ضمن فترات زمنية قصيرة.

يهمك أيضا:  مشاريع مربحة بدون محل ولا تحتاج ترخيص تجاري

الخبرة

في حال الاستثمار يجب أن تكون الخبرة المطلوبة للعمل عالية، بالإضافة للمهارة في جمع الثروة من الأرباح والفوائد وحركة الأصول بعد دراسة السوق بشكل فعال لمعرفة التوقيت المناسب للعمل.

وفي التداول يجب أن يمتلك صاحب رأس المال الخبرات الفنية والتحليلية الجيدة، بالإضافة للأداء السريع والمهارة في مراقبة الأسعار لاستغلال اللحظات والتوقيت بشكل دقيق لتحقيق الأرباح والثروات.

دراسة الأسواق

وتختلف عملية دراسة وتحليل الأسواق بين الاستثمار والتداول، وتكون في الاستثمار قائمة على دراسة العوامل المحيطة بالأصل المراد شراءه بالإضافة للتأثيرات الخارجية عليه، ومدى انعكاس تلك العوامل والمؤثرات على قيمته السعرية في المستقبل سواء أدت لزيادتها أو لانخفاضها.

أما في التداول فتتم عملية الدراسة وفقا للمؤشرات الفنية ومخطط الأسعار للمساعدة في تحديد الحركة السعرية للأصل.

للتعرف على المزيد: شروط نجاح مشروع تجاري جديد دراسة الجدوى

نسبة المخاطرة

وتكون نسبة المخاطرة في الاستثمار محدودة باعتبار أن ممارسة أي نشاط يسبقه دراسة موسعة ودقيقة لواقع الأسواق، وعليه يتم الحصول على الأصول والاستفادة منها وتحقيق الأرباح الكبيرة ضمن فترات طويلة.

أما التداول السريع للسلع والمواد والأصول المرنة القصيرة الأجل تكون نسبة مخاطرتها أكبر.

الأفضل بين الاستثمار والتداول

وهو السؤال الأعلى تواتراً بين أصحاب رؤوس الأموال الباحثين عن أفضل الطرق للعمل والحصول على الأرباح والفوائد سواء بالاستثمار أو بالتداول.

 إلا أنه حتى الآن لا يوجد جواب واضح للتساؤل باعتبار أن الأهداف تختلف بين شخص وآخر وأسلوب العمل ومهارات تنفيذه، بالإضافة للنقطة الأهم التي تدور حول رغبة المستثمر بالحصول على المال القليل والسريع، أو المال الكثير وضمن فترات زمنية طويلة، وجميعها عوامل تؤثر بشكل ملحوظ على طبيعة الاختيار والعمل.

يتميز الاستثمار بالربح طويل الأمد والآمن بينما التداول يتميز بربح سريع وكبير

ومن جهتنا ننصح بالعمل بالتداول والاستثمار معا لمن يمتلك الإمكانات والمؤهلات المطلوبة، عن طريق التنويع في الأصول سواء القصيرة الأجل أو الطويلة الأجل، لتحصل على موارد مالية حالية ومستقبلية تحقق لك مصدر دخل دائم وجمع الثروات.

وفي ختام مقالنا حول الفرق بين الاستثمار والتداول وماهو الأفضل حاليا، نكون قدمنا لك دراسة تفصيلية حول كلا النهجين حتى تمتلك الرؤية الاقتصادية الواضحة والشاملة قبل الدخول للأسواق والانطلاق بالعمل، ولتختار الطريق الذي يناسب خبراتك وطموحاتك وإمكانياتك المادية.